“بيل كامبل” كوتش التريليون دولار

الكوتشنج او الارشاد هو احد اهم الادوات للتطوير الشخصي. واليوم سنتحدث عن “بيل كامبل” الكوتش المعروف بTrillion Dollar Coach والذي ساهم بتطوير أهم الشركات في “سيليكون فالي” المشهورة بالابتكارات التكنولوجية.

ابتدأ كلاعب كرة قدم أمريكية حتى أصبح كابتن الفريق بالرغم من صغر حجمه، ثم تدرج حتى أصبح مدرب الفريق لجامعة كولومبيا والتي حصل على بكالوريوس في الاقتصاد منها، وترك التدريب في ال39 ودخل عالم الاعمال وتحديدا في شركة “كرافت” ثم بعدها لشركة “كوداك” بمجال التسويق ثم عمل بعدة شركات حتى أصبح رئيس تنفيذي لشركة “Intuit”.

في 1990 أصبح كوتش للعديد من الرؤساء التنفيذين مثل الراحل “ستيف جوبز” مؤسس شركة أبل، “لاري بيج” و “سيرجي برين” مؤسسي شركة جوجل، “ايريك شميدت” الرئيس التنفيذي السابق لشركة جوجل وغيرهم. وكان احد الرافضين لطرد “ستيف جوبز من أبل عندما كان في مجلس الادارة انذاك. وبعد رجوع ستيف لأبل، كان يقضي معه الوقت كل يوم أحد ليقوم بإرشاده.

عند وفاته، قام كلا من “ايريك شميدت” و”جوناثان روسنبرج” و”آلان أيجل” وكلاهما يعمل في جوجل ايضا بتأليف كتاب عن “بيل كامبل” بسبب تأثيره العظيم عليهم وعلى أهم شركات “سيليكون فالي” في التكنولوجيا ، ويتناول الكتاب نشأته وأهم دروس استفادوا منها في القيادة وسنذكر الدروس ال36 الذي يركز عليها:

مسماك الوظيفي يجعل منك مديرا أما الناس يجعلون منك قائدا: ومن نصائحه ان قبل ان تصبح قائدا عليك ان تصبح مديرا جيدا وان عليك ان لا تفرض احترامك بل تبنيه مع مرور الوقت من الافراد أنفسهم.

الاهتمام بالأفراد: يجب على القائد ان يضع البشر بأعلى الاوليات من ناحية نجاحهم ورفاهيتهم. فالافراد هم القوى الحقيقية للشركات الناجحة.

ابدأ الاجتماع بتقرير عن عطلة نهاية الاسبوع: بدلا من بدء الاجتماعات بالخوض عن العمل مباشرة اسأل الموظفين عما قاموا به بنهاية الاسبوع أو عن مواضيع غير متعلقة بالعمل لكي يشعروا بالاهتمام وبناء العلاقات.

5 كلمات على اللوحة: لمساعدة الموظفين على النمو وان يكونوا فعاليين، اعقد اجتماع شخصي وجها لوجه معهم ولكن احرص على ان التجهيز لهم. يكتب “بيل” 5 كلمات على اللوحة لمناقشتها مثل (الشخص، المنتج، مشكلة بالعمليات، زبون محتمل، اجتماع قادم) وقد اعد “بيل” نموذج لهذا الاجتماع عبارة عن مجموعة أسئلة.

الفكرة الأعظم ,وليس الاجماع: دور المدير يكمن بإدارة اتخاذ القرار وسماع جميع الاطراف واعتبارها ثم اتخاذ القرار الصحيح. ويسلك هذه الطريقة لتجنب ظاهرة التفكير الجماعي والاخذ بالافكار السيئة.

وهنا الراحل “ستيف جوبز” يؤكد نصيحة “بيل كامبل” بأن الفكرة العظيمة هي التي ستفوز.

القيادة على أساس المبادئ الأولى: حدد “المبادئ الأولى” للموقف أو المشكلة ، والحقائق الثابتة التي تشكل أساس الشركة أو المنتج ، وساعد في توجيه القرار من تلك المبادئ.

إدارة العبقرية الاستثنائية: علينا التسامح مع العباقرة الاستثنائين وهم أعضاء الفريق ذوي الأداء العالي ولكن قد يصعب التعامل معهم وحتى حمايتهم ، وطالما سلوكهم ليس غير أخلاقي أو مسيء وقيمتهم تفوق الخسائر التي يلحقها سلوكهم بالإدارة والزملاء والفرق.

المال لا يتعلق فقط بالمال: تعويض الناس بشكل جيد يدل على الحب والاحترام ويربطهم بقوة بأهداف الشركة.

الابتكار هو المكان الذي يتمتع فيه الأشخاص المجانين بمكانة: الغرض من الشركة هو تحقيق رؤية المنتج في ارض الواقع. جميع العناصر الأخرى تكون في الخدمة للمنتج.

دع الناس يغادرون ورؤوسهم مرفوعة: إذا كان عليك السماح للناس بالرحيل ، فكن كريما ، وعاملهم جيدا ، واحتفل بإنجازاتهم.

بناء الثقة: استمع باهتمام ، ومارس الصراحة الكاملة ، وكن مبشرا للشجاعة من خلال الإيمان بالناس أكثر مما يؤمنون بأنفسهم.

أرشد من يستمع ويريد التغيير فقط: من الصفات التي تجعل الشخص قابلا للارشاد (كوتشنج) هي الصدق والتواضع ، والرغبة في المثابرة والعمل الجاد ، والانفتاح المستمر على التعلم. هناك أشخاص لا يودون التغيير ولا يستمعون لذلك لا تضيع وقتك بإرشادهم.

تدرب على الاستماع الحر: استمع إلى الأشخاص باهتمامك الكامل وغير المجزأ – لا تفكر مسبقا فيما ستقوله بعد ذلك – واطرح أسئلة للوصول إلى المشكلة الحقيقية. ويشدد ايضا على أهمية عدم استخدام الهاتف اثناء الاستماع.

لا توجد فجوة بين البيانات والحقائق: كن صادقا وصريحا بلا هوادة ، وقم بتقيم التعليقات السلبية بالاهتمام ، وابدي الملاحظات في أقرب وقت ممكن ، وإذا كانت التعليقات سلبية ، فقم بتسليمها بشكل خاص للموظف بدلا من احراجه امام الجميع.

لا تلصقها في آذانهم: لا تخبر الناس بما يجب عليهم فعله ، وقدم قصصا وساعد في إرشادهم إلى أفضل القرارات بالنسبة لهم. كن كوتش وحفزهم على التفكير.

كن المبشر للشجاعة: نؤمن بالناس أكثر مما يؤمنون بأنفسهم ويدفعونهم ليكونوا أكثر شجاعة.

أجعل الاشخاص يكونون أنفسهم: يكون الناس أكثر فاعلية عندما يكونون على طبيعتهم تماما ويظهرون هويتهم الكاملة إلى العمل.

الفريق أولا: لا يمكنك إنجاز أي شيء بدون فريق متكامل ، لذا فإن أهم شيء يجب البحث عنه في الافراد هو تقدير العمل الجماعي. ويجب أن يكون فوز الفريق هو أهم شيء.

اعمل على بناء الفريق أولا ، ثم عالج المشكلة: عند مواجهة مشكلة أو فرصة ، فإن الخطوة الأولى هي التأكد من وجود الفريق المناسب في مكانه والعمل عليه.

اختر اللاعبين المناسبين: أهم الخصائص التي يجب البحث عنها هي الذكاء والقلوب: القدرة على التعلم بسرعة ، والرغبة في العمل الجاد ، والنزاهة ، والعزيمة ، والتعاطف ، وموقف الفريق أولا.

إقران الاشخاص: العلاقات بين الأفراد مهمة وغالبا ما يتم تجاهلها ، لذا ابحث عن فرص لإقران الأشخاص بالمشاريع أو القرارات.

يجب أن يكون الجميع على الطاولة: يعتمد الفوز على وجود أفضل فريق ، وأفضل الفرق لديها المزيد من النساء.

حل المشكلة الأكبر: حدد المشكلة الأكبر ، “الفيل في الغرفة” ، اجعلها في مقدمة المواضيع وعالجها أولا.

لا تدع الجلسات السيئة تستمر: ناقش جميع القضايا السلبية ، لكن لا تطيل في الحديث عنها وتجاوزها في أسرع وقت ممكن.

حق الفوز: نسعى جاهدين للفوز ، ولكن دائما الفوز بشكل صحيح ، مع الالتزام والعمل الجماعي والنزاهة.

القادة يقودون: عندما تسوء الأمور ، تبحث الفرق عن المزيد من الولاء والالتزام والحسم من قادتها، وعندما تخسر ، أعد الالتزام بالقضية.

سد الفجوات بين الافراد: استمع، راقب ، واملأ فجوات التواصل وسوء الفهم بين الافراد. اكتشف تلك الشقوق قبل أن تصبح عميقة ودائمة ، وإعمل على إصلاحها عن طريق سد فجوات المعلومات وتصحيحها وسوء الفهم.

أعط نفسك الإذن بأن تكون متعاطفا: عندما تعرف الناس وتهتم بهم تصبح قيادة الفرق أكثر بهجة ، والفرق أكثر فاعلية.

لا بأس أن تحب: الأشخاص في فريقك هم أشخاص ، ويصبح الفريق أقوى عندما تكسر الجدران بين الشخصيات المهنية والبشرية وتحتضن الشخص بأكمله بالحب.

لتهتم بالناس ، عليك أن تهتم بالناس: لا تعامل الافراد كموظفين فقط، إسأل عن حياتهم خارج العمل ، وافهم افراد عائلاتهم ، وعندما تصبح الأمور صعبة، كن سندا لهم.

ابتهج بشكل واضح للناس ونجاحهم: أظهر للاشخاص حب العمل الذي يقومون به وابدي الاهتمام. ولا تنسى ان التقدير له دور فعال في تعزيز الولاء للمؤسسة.

ساهم ببناء الجماعات: من الضروري بناء الجماعات داخل وخارج العمل، حيث يكون المكان أقوى بكثير عندما يكون الناس متصلين بعضا ببعض. استثمر في إنشاء روابط عاطفية حقيقية بين الناس.

مساعدة الناس: كن كريما مع وقتك واتصالاتك ومواردك الأخرى. الافراد يحتاجون المساعدة وعليك ان تكن هناك لهم.

اعط تقديرا للمؤسسين: يجب تقديس وحماية الأشخاص الذين يتمتعون بأكبر قدر من الرؤية والشغف في الشركة. كان لدى “بيل” مكانة خاصة جدا في قلبه للأشخاص الذين لديهم الشجاعة والمهارات اللازمة لبدء الشركات.

ابني العلاقات كلما استطعت: عندما تكون في المصعد ، أو تمر بشخص ما في الردهة ، أو ترى زملائك في الكافتيريا ، خذ الوقت الكافي للتوقف والدردشة.

القيم الإنسانية الإيجابية تولد نتائج أعمال إيجابية: هناك أشياء نهتم بها جميعا كأشخاص – الحب ، والأسرة ، والمال ، والاهتمام ، والسلطة ، والمعنى ، والغرض – وهي عوامل مهمة في أي مشروع تجاري. ولإنشاء فرق فعالة ، تحتاج إلى فهم هذه القيم الإنسانية والانتباه إليها.

ولكي نختم المقال أنصح بقراءة الكتاب Trillion Dollar Coach لما يحمله من قصص وافكار جيدة للقيادة وبناء الفريق، وعلينا التذكر ان الافراد المتميزين وروح الفريق هي ما تبني الشركات الاستثنائية، لذلك يجب جعل الافراد أولوية الأولويات.

الكاتب: صقر الغيلاني

متخصص في ادارة الموارد البشرية ومرشد لتطوير القيادة A professional in Human Resources and a leadership coach

أضف تعليق