هل عقليتك ثابتة أم عقلية نمو؟ Fixed Mindset vs Growth Mindset

تؤثر طريقة التفكير على حياتنا بشكل كبير في النجاح والابتكار والعلاقات وأمور أخرى، ولكي نبدأ الحديث عن موضوعنا الاساسي علينا ان نعرف ما هي العقلية؟ هي مجموعة من المعتقدات التي تشكل كيف ترى العالم ونفسك أيضا. وفي هذا المقال سنركز على نوعين من العقليات وهم العقلية الثابتة والعقلية النامية.

أول من أطلق مصطلح عقلية النمو هو دكتورة علم النفس “كارول دويك” في كتابها “Mindset: the new psychology of success” وتتلخص الفكرة حول اننا نستطيع ان نطور قدرة دماغنا لكي يتعلم و يحل المشاكل.

لنفترض ان “ستيف جوبز” عندما تم طرده من شركته استسلم للأمر وبحث عن عمل وأصبح موظف بسيط ولم يدخل بمجال الافلام وينشأ شركة “بيكسار” وثم يعود لشركته؟ أو أن الكاتبة “جوان رولنغ” استسلمت لكثرة رفض روايتها “هاري بوتر” وألقت بها في سلة المهملات؟

“جوان رولنغ” تتحدث عن مزايا الفشل

المثالين السابقين يوضحان الفرق بين العقلية الثابتة والعقلية النامية. فالأولى هي الاعتقاد بأن القدرات الذهنية والمهارات الشخصية لا يمكن تغييرها أو تطويرها بشكل كبير. ومن يتبنى هذه العقلية يعتقد أن النجاح والفشل يعكسان مستوى ذكائه أو موهبته، ولا يرى قيمة في التعلم من التجارب أو التحديات. هذه العقلية تؤدي إلى تجنب العوائق والمخاطرة والابتكار والتعاون.

أما العقلية النامية، وهي الاعتقاد بأن القدرات الذهنية والمهارات الشخصية يمكن تحسينها وتنميتها من خلال التدريب والجهد والاستماع الى النقد، ومن يتبنى هذه العقلية يعتقد أن النجاح والفشل هما فرصة للتعلم والتطور أكثر مما هم عوائق، ويسعى إلى تجربة أشياء جديدة ومواجهة التحديات. هذه العقلية تؤدي إلى زيادة الإبداع والابتكار والتعاون، وتعزيز الثقة بالنفس والتقدم الى الأمام.

لماذا تعتبر عقلية النمو مهمة؟

التعلم: ستكون أكثر حماسا لتعلم مهارات جديدة ومواجهة التحديات. مع عقلية النمو ، قد ترى التعلم كنشاط ممتع ومجز ، وليس عملا روتينيا مملا. ستكون أيضا أكثر استعدادا للخروج من منطقة الراحة وتجربة أشياء جديدة يمكن أن تساعدك على النمو.

الاداء: سيكون أداؤك أفضل وتحقق مستويات أعلى من النجاح. مع عقلية النمو ، يمكنك وضع أهداف أعلى لنفسك والعمل بجدية أكبر للوصول إليها. يمكنك أيضا استخدام استراتيجيات أكثر فعالية للتغلب على الصعوبات والتعلم من إخفاقاتك. أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين لديهم عقلية النمو يميلون إلى تحقيق درجات ودرجات اختبار ونتائج مهنية ورفاهية شخصية أفضل من أولئك الذين لديهم عقلية ثابتة.

المرونة: قد تكون أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع التغيير. مع عقلية النمو ، قد تنظر إلى النكسات على أنها مؤقتة وقابلة للحل ، وليست دائمة. قد تكون أيضا أكثر انفتاحا على التعليقات والنقد ، وتستخدمها كفرص لتحسين نفسك. قد تكون قادرا على التعامل بشكل أفضل مع التوتر وعدم اليقين والتغيير ، وهو أمر لا مفر منه في عالم اليوم.

كيف نطور عقلية النمو؟

تطوير عقلية النمو يتطلب ممارسة مستمرة ووعيا بأفكارك ومشاعرك وأفعالك. لذلك عليك القيام بالتالي:

تحدي معتقداتك: عندما تجد نفسك تفكر أو تقول شيئا يعكس عقلية ثابتة ، مثل “أنا لست جيدا في هذا” أو “لا يمكنني فعل هذا” أو “هذا صعب للغاية” ، حاول استبداله بعبارة أكثر إيجابية وواقعية تعكس عقلية النمو ، مثل “يمكنني تعلم كيفية القيام بذلك” ، “يمكنني التحسن بالممارسة” ،  أو “هذا يمثل تحديا ولكن يمكنني معرفة ذلك”.

تقبل التحديات والصعوبات: بدلا من تجنب أو التخلي عن المهام التي تبدو صعبة أو غير مألوفة ، حاول التعامل معها بفضول وحماس. انظر إليها كفرص لتعلم شيء جديد وتوسيع قدراتك. تذكر أن النضال جزء من عملية التعلم ، وأنه يمكنك التغلب عليه بالجهد والمثابرة.

اطلب رأي الآخرين وتعلم منهم: بدلا من تجاهل أو رفض التعليقات التي تتلقاها من الآخرين ، حاول الاستماع إليها بعقل متفتح وتقديرها كمصدر قيم للمعلومات. استخدم الملاحظات كدليل لتحديد نقاط القوة والضعف لديك ، واعمل على تحسينها وفقا لذلك. لا تأخذ ردود الفعل على محمل شخصي أو تدعها تؤثر على احترامك لذاتك ؛ بدلا من ذلك ، انظر إليها كفرصة للنمو.

احتفل بتقدمك وإنجازاتك: بدلا من التركيز فقط على النتيجة النهائية أو مقارنة نفسك بالآخرين ، حاول تقدير جهودك وتطورك مهما كان صغيرا لكي تستمر بالنمو.

وفي الختام، اترككم مع “كارول دويك” وهي تشرح عقلية النمو.

الكاتب: صقر الغيلاني

متخصص في ادارة الموارد البشرية ومرشد لتطوير القيادة A professional in Human Resources and a leadership coach

أضف تعليق