فكرة الكتاب: ماذا لو لم يوجد الإسلام؟ هل سيكون العالم أكثر سلاما؟ هل الاسلام مصدر شرور؟ هل سيتغير العالم؟
الكاتب: “جراهام فولر” نائب رئيس مجلس الاستخبارات الوطنية بوكالة الاستخبارات الأمريكية سابقا و كبير الباحثين السياسيين في مؤسسة .RAND
يناقش الكاتب هذه الاسئلة المثيرة للجدل في كتابه “عالم بدون اسلام” بعد انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا والتصاق تهم الإرهاب بالمسلمين. يوضح مدى تشابهة الديانات الابراهيمية وكيفية تطور المسيحية الذي ادى الى صراع جيوبوليتيكي وليس ديني بين روما التي تقع في الغرب وبيزنطة التي تقع في الشرق حول تخصيص المركز الديني للمسيحية وهذا الصراع قائم الى يومنا هذا حتى بعد سيطرة المسلمين على الشرق وايضا يتمثل بين الصراع الروسي الأمريكي. كما ان الحروب الصليبية شنت بقصد تحرير فلسطين علما بأن فلسطين اخذت من قبل ٥٠٠ سنة فلماذا لم يتحركوا المسيحين من قبل؟
ومما لفت انتباهي ماذكره حول فلسطين بأنه يعد الحرب العالمية الثانية شعر الأوروبيين بالخجل لما حدث لليهود فوعدهم بلفور بأرض تلم شملهم وبنفس الوقت شردت الفلسطينيين فمهما كان دين الفلسطينين سيتم احتلالهم كما حصل فالأمر ليس له علاقة بالدين بل هو أمر امبريالي و سياسي. ثم بمناقشة اوضاع المسلمين حول العالم وقد ناقش عدة دول مثل الاتحاد السوفيتي والهند والصين فبجميع الدول كان هناك اندماج بسبب القومية والوطنية ولكن يواجه المسلمين الاندماج في البلدان الأوروبية لكونهم مهاجرين وهنا تكمن المشكلة.
تقسيم العالم العربي على يد الأوروبيين خلق كراهية بين العرب للمحتل ومن الملاحظ ان العرب بأديانهم المختلفة يحملون نفس الكراهية تجاه الغرب فلا شأن للاسلام بذلك. ثم ينتقل الى أحداث ٩/١١ التي صنفها العالم بأنها كحدث رئيسي لظاهرة الاسلاموفوبيا، وذكر تبعات وجود القوات الغربية في المملكة العربية السعودية من اجل حرب الخليج، الأمر الذي أثار حفيظة بن لادن وحصل ما حصل بعدها. فيعد الأمر دفاعا عن أرض محتلة أكثر مما هو صراع حضارات.
ينتهي الكاتب بتقديم خطوات لانهاء الصراع القائم بين العالم الاسلامي والغرب منها توقف الولايات المتحدة الامريكية عن التدخل بشؤون الشرق الاوسط و دعم الديموقراطية والكف عن دعم الدكتاتوريين وغيرها من نقاط وينهي الكتاب باستنتاج ان بالرغم من اتهام الاسلام بالارهاب يرى الكاتب ان الانظمة العلمانية مثل النازية والفاشية كانت سببا لحروب مدمرة ضحاياها اكبر بكثير من ضحايا الجماعات الاسلامية المتطرفة.
الخلاصة: الكتاب مليء بالاحداث التاريخية والمعلومات وهو جيد جدا ليس لتبرئة الاسلام من الارهاب ،حيث ان التطرف موجود بكل الديانات والايديولوجيات، بل لفهم العناصر المؤثرة في الصراع العالمي والتي تنحصر في السياسة. نحن ننجرف نحو العاطفة عند تفسير هذا الصراع فنراه صراع ضد الاسلام فقط لذاعلينا ان نكون موضوعيين ومنطقيين بشكل اكبر لفهم هذا الصراع للمساهمة في القضاء على الارهاب واستعادة قوى العالم العربي.