رمضان شهر الخير والعبادة والتفرغ للطاعة يكون الانسان في حالة من التسامح والعطاء للأخرين حيث تجد موائد الخير والتبرعات وزكاة الفطر وغيرها من أعمال خيرية تذكر الانسان بالحاجة لمساعدة أخيه الانسان.
إلا أن هناك نوعية من البشر مبرمجين على كراهية وعنصرية بحيث كل حديثهم ينصب نحو فئة معينة وفي الكويت خصوصا نحو الوافدين. والأخيرون لم يأتوا بطرق غير رسمية أو تهريب أو هجرات بل ضمن عقود عمل، وبالرغم أن بعض عقود العمل هي نتيجة لتجارة الاقامات الا ان لا نستطيع التعميم على الجميع.
بعد انتهاء العيد مباشرة ترى دعوات لتحريض الحكومة على الوافدين، ومن هذه الدعوات التدقيق على صلاحية اقاماتهم اثناء وجبة افطار الصائم الأمر الذي يبين كأنه كمين فتخيل عزيزي القاريء لو قامت الحكومة بهذا الفعل وانتشر الخبر في الاخبار العالمية فكيف ستكون نظرة الاخرين لنا؟
ومن ناحية أخرى هناك من تسائل عن كثرة الوافدين في مصليات المناطق الداخلية في الكويت والتي لا يقطنها الوافدين بل المواطنين. فهل نصنف بيوت الله لمواطنين ووافدين ونمنعهم من دخول المناطق السكنية لاداء الصلاة؟
الدعوات لتعديل التركيبة السكانية والتقليل من الوافدين لا يتم بهذه الطريقة السيئة التي تسيء للمجتمع خصوصا ان وسائل التواصل الاجتماعي مفتوحة للجميع وتجعل من هم في خارج الكويت ينظر لنا بنظرة اننا عنصريون.
قد اتفهم انزعاج البعض من كثرة الزحام والضغط على الخدمات الصحية وغيرها الا ان هذا حال الدول الخليجية التي تعزز الرفاهية للمواطنين عن طريق سد سوق العمل بعمالة لا يعمل بها المواطنين وايضا كثرة العمالة المنزلية التي تميز البيت الخليجي.
لإصلاح الوضع القائم علينا بتغيير طريقة حياتنا وخصوصا الرفاهية فقد لا توجد حاجة لهذا العدد من العمالة المنزلية ولا عمال الجمعيات الذين يساعدون المشتري بتعبئة الاكياس وايضا بجعل الكويتي يقوم بالأعمال التي لا يقوم بها سابقا مثل النجارة والسباكة وغيرها وبالرغم ان الايدي العاملة الوافدة ارخص بكثير من المواطن والذي لو تم تطبيق هذا النوع من الاحلال سيقوم المواطن ايضا بالشكوى من ارتفاع اسعار العمل اليدوي.
ليس الغرض من هذا المقال منع حق التعبير ولكن علينا ان لا نسيء للغير وان نصب جام غضبنا على فئة ليست هي المسؤولة عن وضعنا اليوم بل بأن لا نجرح الاخرين خصوصا في ممارسة حقوقهم الاساسية من عبادات في شهر فضيل.
صقر الغيلاني 