عندما سمعت مصطلح القيادة في بداية عملي، تشكلت لدي صورة نمطية وهي الرئيس الذي يقرر ويأمر الموظفين أو التابعين لكي ينفذوا أوامره مباشرة دون سؤال وان هذا النوع من القيادة هي القيادة الحقيقية السليمة. ولكن مع التدرج الوظيفي والتدريب تعلمت ان القيادة لا تتعلق بهذا النوع من الأسلوب فقط، بل هناك عدة أنواع.
قبل ان نتطرق الى أنواع القيادة علينا ان نعرفها لكي يمكننا من فهمها بشكل صحيح بعيد عن الافتراضات. رغم ان هناك تعاريف عديدة للقيادة، ولكن أفضل تعريف هو القدرة على تشكيل فريق ذو أداء عالي وتوجيهه نحو هدف معين. وصحيح ان القيادة قد ترتبط بالمنصب مثل كون القائد مدير إدارة او رئيس شركة، ولكن وترتبط القيادة بقدرات مختلفة وهي التي تفصل القائد الفعال من القائد الذي يستخدم نظام الأوامر فقط ومن هذه القدرات:
الاقناع، التحفيز، الاستماع بانصات، التواصل بأنواعه المختلفة، القدرة على اتخاذ القرار السريع، تطوير الموظفين واكتشاف قدراتهم.
لا تنحصر قدرات القائد وصفاته بما ذكرناه فقط، بل من تجربتي وخبرتي كمرشد للقادة تعلمت ان الجامعات والشركات الاستشارية تقوم بدراسة القيادة الفعالة دوما ولكل مؤسسة استنتاجاتها من حيث ما هو الشكل الأمثل للقائد. فبالرغم من وجود نموذج عالمي بالقيادة الا ان هذا النموذج يتطور باستمرار.
لنتحدث الآن عن أنواع القيادة:
1- القيادة الاوتوقراطية Autocratic Leadership: وهي اصدار الأوامر بطريقة مباشرة ويتم تنفيذها عن طريق الإدارة والتحفيز الموظفين ولا يتم استشارة أعضاء الفريق بهذا النوع. يستخدم هذا النوع في الازمات والمواقف التي تحتاج الى سرعة بالتنفيذ.
2- القيادة المشتركة Participative Leadership: وهي عكس النوع السابق بحيث تأتي الأفكار من الموظفين الى القيادة. ويستخدم هذا النوع للإبداع واون المشترك بين فريق العمل بدلا من عمل القائد بمعزل عن فريقه.
3- قيادة عدم التدخل Laissez-Faire : وهو تفويض أعضاء الفريق العمل بتلقائية وصلاحيات مع توجيههم عند الحاجة. من مميزات هذا النوع انه يساهم بحل المشكلات بشكل ابداعي.
4- القيادة الخدمية Servant Leadership : هذا النوع من القيادة يلتزم بطريقة أخلاقية للإدارة بحيث يكون التركيز على مساعدة الأخرين وتطويرهم بشكل اكبر مما ان يركز القائد على نفسه. هذا النوع يعتمد على بناء الثقة بين أعضاء الفريق، والتعامل بعدالة وحيادية والتعاون.
5- القيادة التحويلية Transformational Leadership : هو أسلوب من القيادة الذي يعتمد على تطوير أعضاء الفريق لكي يحققوا اقصى طموحاتهم وقدراتهم. يستخدم القادة هذا الأسلوب عد التركيز على التحفيز ووضع التحديات للفريق وتوفير إحساس بالمسؤولية وتحقيق الأهداف.
بالتأكيد هناك أنواع أخرى للقيادة ولكن أحب ان أركز فقط على هذه الأنواع للتبسيط. واستخدام الأساليب المذكورة لا يعني ان يركز القائد على نوع واحد فقط بل يغير الأسلوب حسب الموقف والاهداف وأعضاء الفريق أيضا. فالقيادة عملية ديناميكية تتغير لتحقق الأهداف وهي ليست عملية جامدة. ومثلما يمتلك القائد مهارات وصفات شخصية للقيادة، فهو يتأثر أيضا بإستراتيجية المؤسسة وثقافتها Corporate Culture ونوعية الإدارة التي قد تجعله يفضل أسلوبا واحدا.
صقر الغيلاني 