ها وقد انتهينا من عرسنا الديموقراطي واختار الشعب ممثليه ايمانا منهم بالتغيير والإصلاح آملين بفتح صفحة جديدة بعد صراع طويل عان منه المواطنين أكثر من الاطراف الأخرى. وبالرغم ان لم يكن هناك تغيير جذري في تركيبة المجلس القادم الا ان علينا بالتفاؤل لأنه ليس لدينا وسيلة غيرها.
قليل من النواب من لديه مشروع إصلاحي حقيقي بل الغالب يحمل شعارات حماية الدستور والمكتسبات، فأصبحت العلاقة صراع على الثروة بدلا من اتجاه جدي للدولة وسط ما نشهده من تغييرات في العالم، فغالبية النواب يؤمنون بالاستمرار على الدولة الريعية دون الاعتبار للتحولات الاقتصادية والسياسية مثل العزوف عن صناعة البلاستيك وغزو السيارات الكهربائية اللذان يهددان الصناعة النفطية والمنافسة الخليجية التي نشهدها والسعي نحو جلب انظار الدول الاخرى يضعنا في وضع يستدعي التقييم الجدي، اين نحن من هذه المنافسة؟ كيف سنضمن الاستدامة وسط ميزانية تلتهمها الرواتب سنة بعد سنة؟
ليس المطلوب فقط التركيز على الأهداف الكبرى ونسيان المواطن البسيط الذي يريد ان يحيا حياة كريمة، فتوفير السكن ذو الجودة العالية وتوفير الخدمات الطبية للمواطنين والتعليم المتقدم الذي يرتبط ارتباطا وثيقا مع سياسة التكويت للنهوض بالدولة. وأتمنى ان يكون هناك نصيب من الاهتمام بالثقافة والفنون، فلا تقعوا بالتناقضات بأن تتغنوا بالعصر الذهبي للفنون والثقافة وبنفس الوقت تشدون على مقص الرقابة، فالفنون تحتاج مساحة للإبداع.
يجب ان لا نحتكر الديموقراطية بالمنفعة الشخصية، فالديموقراطية أكبر من مجرد أصوات ومصالح انها حماية الكرامات وخلق مجتمع عادل. فهناك فئات منسية قد لا تمتلك تأثير وتستحق الالتفاف لها ومساندتها، فمشكلة البدون مشكلة إنسانية بالدرجة الأولى ولا يمكن الاستمرار بهذا الوضع دون حلول جذريه.
وفي الختام، المواطن اليوم قلقا على مستقبله وحائرا بحاضره ومتحسرا على ماضيه، فهو يود مجلسا قريبا منه ويضع حلول مستدامة صاغها المختصين لمشاكل فقد الأمل من حلها. لا تستنزفون طاقتكم بالصراعات السياسية التي أخذت نصيب الأسد في الحملات الانتخابية على المنابر، ولا تنقلبوا الى أوصياء على المجتمع، بل احترموا الدستور الذي أقسمتم عليه وابعثوا الأمل بالمجتمع.
صقر الغيلاني 