منذ ان بدأت التعرف على تاريخ السياسة الكويتية كان اسم الراحل أحمد الخطيب لا يفارق الكتب السياسية التي تتحدث عن أحداث مهمة في الكويت منذ بداية تأسيس النظام الديموقراطي، فالدكتور أحمد الخطيب كان معاصرا لأحداث سياسية متعددةوكان له بصمته في الدفاع عن الحريات والدستور، فهو من وضع مصلحة الكويت قبل مصلحته.
الدكتور أحمد كان أول طبيب كويتي يحصل على شهادة الطب البشري وانخرط في السياسة في عمر صغير في الجامعة الأمريكية في بيروت ووضع فلسطين كقضية مهمة تستحق الدفاع عنها، وثم أصبح أحد مؤسسي حركة القوميين العرب لإيمانه العميق بالعروبة واعتبار ان الوطن العربي هو وطن واحد كبير.شارك في المجلس التأسيسي وعاصر الكثير من الاحداث السياسية في الكويت، وكان الخطيب خطيبا سياسيا مميزا يؤثر في الجماهير، ولم يكن طبيبا يشخص الأمراض البشرية فقط، بل كان يشخص أيضا الحالات السياسية ويضع حلول لها الى ان اعتزل العمل السياسي في 1996.
لم يبخل على أحد بلقائه وتبادل الحديث حول الشؤون المحلية حتى في أواخر عمره فتجد العديد من المواطنين ينشرون صورهم وهو جالس بجنبهم مبتسما رغم ان الغالبية في هذا العمر يلجؤون للابتعاد عن الناس والبحث عن الراحة الا انه كان يشارك جميع الزوار بالحديث عن الوضع السياسي ولا يبخل بإعطاء النصائح السياسية من خبرته الطويلة.
أتذكر اول مرة رأيت الدكتور أحمد الخطيب في حفل لتخرج طلبة العلوم السياسية، فكان حاضرا كضيف شرف وطلب منه القاء كلمة للخريجيين. وقف امام الميكروفون مهنئاً الطلبة وتحدث عن أهمية دورهم في المجتمع وقال عبارة لن أنساها وهي ان الطبيب يعالج الافراد كل واحد على حدة أما السياسي فهو يعالج كل الناس، مقارنة بدوره مع دور السياسي، وكان ذلك كفيلا بإشعال الحماسة في قلوب الخريجيين خصوصا من قامة سياسية مهمة.
الكويت لم تفقد طبيبا او سياسيا او مواطنا فقط، بل فقدت رمزا وطنيا مشرفا تعلمت منه الأجيال معنى الايمان بقضية والدفاع عن النظام الديموقراطي. نعزي أهل الفقيد ونطلب من الله ان يلهمهم الصبر والسلوان، رحم الله الدكتور أحمد وأسكنه فسيح جناته.