الحرية والاسباب المنطقية والليبرالية تواجه خطرا في المجتمعات الأوروبية بسبب انحراف الحركات الاجتماعية المتمثلة بالنسوية، المتحولين جنسيا، المثليين، التقدميين وسيطرتها على العقول مما اطفأت المنطق بعقول البشر وانعكس ذلك سلبا على المجتمعات الغربية وصولا الجامعات التي يفترض منها انتاج المعرفة بدون وضع الاعتبار للسياسة. ولكن كيف حدث هذا كله ولماذا فقد البشر في أوروبا القدرة على التفكير السليم ومواجهة انحراف هذه الحركات؟

يناقش كتاب الفكرة المتطلفة The Parasitic Mind كيف فقد المجتمع الأوروبي التفكير السليم بسبب حركات العدالة الاجتماعية والتصحيح السياسي ضمن أدلة ملموسة ونماذج علمية مع أمثلة متعددة وصولا الى وصفه لطريقة نحارب فيها هذا الانحراف الذي هدد حرية أوروبا وقدرتها على التفكير السليم.

البروفيسور جاد سعد كندي من أصل لبناني ومتخصص بعلم النفس التطوري بالاضافة الى حيازته على بكالوريوس بالرياضيات والكمبيوتر ثم حصل على ماجستير بإدارة الأعمال MBA ويحب ان يقفز من علم لآخر كباحث وكاتب، ولديه عدة مؤلفات في مجالات مختلفة مثل التسويق والادارة بجانب كتابه الاخيرة الذي سنعترضه باختصار ونعطي رأينا فيه.

يتكون الكتاب من 7 فصول، وفي الفصل الأول يتحدث عن طفولته في لبنان كيهودي عربي وسط الحرب الأهلية، وكيف كان يعيش في خوف مستمر بسبب الصراع القائم انذاك بين عدة طوائف وكونهم أقلية بين هذا الصراع. ويذكر ايضا ما عاناه من كره لليهود وعبارات تهديد من الطلبة أمام المدرسين مثل كل اليهود يستحقون الموت وايضا من بعض الجيران، خصوصا ان الصراع الفلسطيني الصهيوني كان قائما بذلك الوقت. ويكمل قصته حتى هجرته لكندا وسعيه للتعليم والعمل كأكاديمي وثم أصبح محبا للنقاشات والمعارك الفكرية، حيث يطلف على نفسه بأنه لا يحب ان يسير وراء التيار. ويرفض الكاتب تأثير الوالدين على تنشئة الاطفال بشكل منفصل عن التركيبة الفريدة للجينات التي تشكل الطفل حتى يكبر، ويعطي مثالا لطفلين اذا تمت تربيتهم بنفس الطريقة والقيم فليس بالضرورة ان يصبحوا بنفس ما رباهم والديهم ويمكن ان ينحرفوا.
ويرتبط الكاتب بفكرتين أساسيتين ويدافع عنهما وهم الحرية والحقيقية، ويعتقد ان الممارسة الدينية تحد من الحرية بينما الاكاديميا والعلوم اعطته الحرية للبحث عن الافكار المختلفة. حيث ان العلوم تسمح لنفسها التجديد باستمرار وفق التجربة والبراهين بدلا من وجود حقائق جامدة يؤمن فيها الانسان بغض النظر عن صحتها.
وناقش ايضا الافكار التقدمية ونكران العلوم، حيث ان التقدمية تروج ان اختياراتنا ورغباتنا وسلوكياتنا تشكلها التنشئة الاجتماعية. وقد اتجهت الجامعات اتجاها يساريا متمثلة بالتقدمية ورفضت الشجاعة الفكرية بسبب حركات العدالة الاجتماعية التي باتت الجامعات تخشاها واصبحت جزء من القطيع، وبالتالي ان ترك هذا الامر ستصبح الافكار الطفيلية منتشرة في المجتمع ايضا لانها اسست سلوكيات ومعتقدات تشل من قدرة الانسان بالتفكير السليم والتحليل النقدي وتحد ايضا الجامعات م القيام بالبحث العملي الموضوعي الغير منحاز لفكر معين.
ومن هذه الافكار الطفيلية حسب تعريفه هي ما بعد الحداثة، النسوية الراديكالية، والبنائية الاجتماعية، حيث ما بعد الحداثة ترفض الحقائق المجردة، والنسوية ترفض الفروقات البيولوجية بين الجنسين، والبنائية الاجتماعية ترى ان عقل الانسان يبدأ كوعاء فارغ من الموروثات البيولوجية ويتم ملأه بالتجارب الاجتماعية. لذا، يرى الكاتب ان الاشخاص المتأثرين بهذه الافكار يجب عليه منحهم الطريقة السليمة للتفكير وكيف يتم استخدام المعلومات بناء على العلم والمنطق والا سيتم رفض الحقائق والواقع عن العالم.
وذكر ان الغرب اليوم يواجه مشكلة لفقدان الارتباط بالاسباب وذلك لارتفاع نبرة التصحيح السياسي وثقافة أنا ضحية مما سبب تجنب عدم التواصل بين افراد المجتمع باستخدام المنطق والادلة العلمية وذلك لأنه سيتم اتهامهم بالتعصب.
يتحدث الكاتب بالفصل الثاني عن المشاعر مقابل التفكير، والحقيقة مقابل جرح المشاعر. ويذكر انه لا يجب ان نضع المشاعر والتفكير كقوى متضادة، بل اننا كائنات تفكر وتشعر بنفس الوقت ولكن التحدي هو متى نستخدم التفكير والمنطق امام المشاعر نحو موضوع معين. ويرى ان يجب استخدام العواطف في الوقت الصحيح بدلا من أن تسيطر على التفكير وتقوم بحجب الحقيقة، وهذا ما اصيبت به الجامعات اليوم. ويذكر ايضا انه لا يحب ان تكون هناك معرفة محرمة او ممنوعة، فيجب السعي نحو المعرفة مهما كانت من المحظورات او ان تكون هجومية ضد طرف معين والا التصحيح السياسي سيحد من حرية التعبير والتفكير.
وينتقد الكاتب التقدميين بأنهم ضد نشر الابحاث التي قد تؤلم مجموعة من البشر معنويا من اجل العدالةو الاندماج والثقافات المختلفة Diversity, Inclusion and Equity. ويرى ان هناك من ينتقد مناصري ترمب ويتهمونهم بالعنصرية والغباء ولكن هناك من مناصريه يفكروا بشكل صحيح واستفادوا من قراراته مثل تخفيض الضرائب.
في الفصل الثالث يتحدث عن احد اعظم ما يميز الغرب وهو حق النقاش المبني على العلم والاسباب، وانتقد شركات التواصل الاجتماعي مثل Facebook, YouTube, Google, Twitter لأنها تلعب دورا كبيرا بقمع حرية التعبير وتتحكم بنوعية المحتوى المعروض وانها تحد من حرية اي رأي مخالف للتقدمية، وان على هذه الشركات ان لا يكون دورها مراقبة حرية التعبير.
كما ان الجامعات ايضا ساهمت بقمع حرية التعبير من خلال تطبيق التصحيح السياسي ومراقبة الاراء الغير تقدمية أو اليمينية. وان الاساتذة يراقبون انفسهم وألفاظهم خوفا من فقدان وظائفهم. وينتقد ايضا اليساريين بالسماح لمن هم ضد النازية، ضد العرق الابيض, ضد السامية، اسلاموفوبيا، ترانسفوبيا او الخوف من المتحولين جنسيا، والهوموفوبيا او الخوف من المثليين، بالسيطرة على حرية الرأي ومهاجمة اي رأي يخالفهم ومنعه لانه بالنسبة لهم اي رأي يهاجم او يشتم الأقليات أو التقدمين يعني صاحبه انسان سيء ومتخلف.
ويأخذ مثالا اخر لسلمان رشدي الذي كتب رواية آيات شيطانية التي اشعلت العالم الاسلامي غضبا، مما اضطر ان يبقى تحت الحماية خوفا من القتل بسبب فتوى من آية الله الخميني، وينتقد هذا التصرف لأن من حق البشر ان يسخروا وينتقدوا من يريدون بدون خوف حتى لو كانت الاديان.
كما انه ينتقد التقدمين بسماحهم للأشخاص بالسخرية والشتم لجميع الاديان عدا الاسلام، لأن مهاجمة الاسلام تعتبر اسلاموفوبيا وعنصرية وجهل. لذا يطالب بحرية التعبير المطلقة وان الايديولوجيات التي لا تقبل النقد او السخرية يعتبرها ايديولوجيات هشة.
كما يشدد على ان العلم يجب ان يكون مبني دائما على الدراسات والأدلة وليس السياسة ونتاج التفاعل الاجتماعي، وأن البحوث لا ترتبط بجنسية او هوية تؤثر عليها، وذلك بسبب اتهام البعض بأن العلوم الغربية نتاج للعرق الابيض وانها انتجت العلوم لصالحها وهذا غير صحيح لأن هناك حقيقة واحدة، فعندما يقوم باحث أسود وباحث أبيض بالقيام ببحث حول موضوع معين في البيئة فالنتيجة ستكون واحدة. ولا يقلل الكاتب من أهمية التنوع الثقافي في الجامعات لأنها تقوي القرارات والافكار عن طريق الاخذ بالاراء المختلفة.
يتحدث الفصل الرابع عن الحركات النسوية والبنائية الاجتماعية والمتحولون جنسيا، الذين يقومون بتسويق افكار ما بعد الحداثة، وتتلخص بأن الحقائق نسبية وان البيئة هي ما تحدد رغبات الانسان وسلوكياته وليس الموروث البيولوجي، كما انهم يريدون تشكيل هويتهم على حساب الواقع والحقائق العلمية.
ويدّعي التفكيكيوون ان اللغة تقوم بخلق الواقع، لذلك هناك فئة لا ينتمون لجنس معين استطاعوا بكندا اصدار قانون بضم الهوية الجنسية والتعبير عنها ضمن قانون الكراهية ومثال على ذلك لا يمكن مناداة بعضهم ب أنت او انتِ بتحديد جنسية المخاطب بل باستخدام مصطلحات اخرى جديدة، وقد سبب ذلك اضطراب بالهوية وصراع مع الواقع البيولوجي.
وقد تمادوا التقدميون لدرجة شجعوا الاطفال باكتشاف هويتهم الجنسية بغض النظر عن البيولوجيا مما يسبب باضطراب لهم لأنهم صغارا ولا يستطيعون الحكم على هذه الامور.
وينتقد النسويات بأنهم يهاجمون بعض تصرفات الرجال ويطلقون عليها “الذكورة السامة” وهي صفات غير مرغوبة في الرجل مثل التنافس المفرط، الهيمنة الاجتماعية والجسدية وعدم اظهار المشاعر وانها سبب الحروب والشرور والعنف والاعتداء الجنسي. كم ذكر ان المجتمعات تُعّلم الرجال ان يكونوا جنبا الى جنب مع النساء والقيام بحمايتهم الا ان هذا السلوك اصبح غير مرغوب فيه لدي النسويات لأنه يحط من قدر المرأة برأيهم. ويرى بأن النسويات يشجعون على التنوع الثقافي والعدالة متى اصبحت لصالحهم فقط ويتجاهلون قضايا مهمة مثل انتحار الذكور او ان يصبح الذكور ضحايا لجرائم.
في الفصل الخامس يناقش “محاربي العدالة الاجتماعية” وهم أقلية في الجامعات تحديدا ولكن لديهم صوت عالي وقدرة على فرض رغباتهم وان كلما تعرضوا لقهر كلما امتلكوا قوة اكبر بلعب دور ضحايا المجتمع مما يجلب لهم التعاطف.
وانتقد ايضا التقدميين وعدوانيتهم لمن يخالفهم الى درجة تصل بالابلاغ عن مخالفينهم بالرأي ولفت الانظار في وسائل التواصل الاجتماعي لطردهم من وظائفهم مما يهدد حرية التعبير ويتعمد اقصاء المختلفين بالرأي. ويُذّكر بالحاجة لسمع الاراء المخالفة مهما كانت لأن ذلك سيعزز التفكير النقدي والرد على الاراء المخالفة بشكل صحي.
كما يذكر ان الجامعات بالرغم ان هدفها البحث العلمي أصبحت أولوياتها اليوم مختلفة بسبب تأثير الحركات الاجتماعية، فأصبحت العدالة الاجتماعية في المقدمة ثم خلق بيئة ثقافية متعددة للطلبة ثم تأتي بعدها البحث العلمي مما يثبت نظريته حول تأثر الجامعات بهذه الحركات الاجتماعية.
كما يصف ان محاربي العدالة الاجتماعية لديهم مشاعر هشة ووضعوا بما يسمى محفزات تحذيرية Warning triggers لحمايتهم من الاستفزاز بينما انها في الحقيقة اثرت عليهم سلبا جعلتهم لا يمتلكون القوة النفسية لتجاوز التجارب السيئة.
في الفصل السادس تحدث عن التقدميين وترويجهم للتنوع الثقافي والندماج بالمجتمع Diversity, inclusion and equity وانهم يعتقدون بأن هذه الامور هي مصدر مشاكل العالم. ويبين الكاتب ان التنوع الثقافي ليس بالضرورة حلا لمجتمع سليم لأن فتح باب الهجرة لثقافات متعددة يعرض المجتمع لصراعات ايضا، خصوصا اذا كانوا المهاجرين يحملون قيم دينية تصطدم بقيم المجتمعات الغربية الليبرالية مما يؤثر ذلك على حرية التعبير والحرية الشخصية.
ويركز الكاتب بهذا الفصل عن ظاهرة النعامة عندما تخفي رأسها في الرمل وخصوصا بتعامل الغرب مع الاسلام والخوف من انتقاد الاسلام رغم احداث الارهاب والشغب بسبب الرسومات الكرتونية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم وغيرها من أحداث، وان من ينتقد هذه الامور يصبح مصابا بالاسلاموفوبيا تلقائيا، وخصوصا ان المسلمين يقومون بالعنف ردا على اي حدث ضد دينهم بعكس باقي الديانات التي تتعرض للسخرية باستمرار ولكن لا ينفعل معتنقينها بنفس شدة المسلمين. وبالرغم من وجود مسلمين متسامحين، الا ان الاسلام به مشكلة بالتعاليم نفسها التي تحث على الكراهية مثل كراهية اليهود والنصارى والعقوبات القاسية مثل قطع يد السارق وقذف المثليين من اعلى الجبل وحتى ان العقوبات تختلف على حسب ديانة الشخص من مسلم الى غير مسلم.
وبالرغم من هذا كله الا ان التقدميين يصرون على ان الاسلام دين تسامح وان هناك من لا يمثل الاسلام ويسيء اليه، كما انهم ينتقدون الوهابية والجهاد والسلفية لفصله عن الاسلام و تجنب نقده رغم انهم استمدوا افعالهم من الاسلام نفسه.
الفصل السابع يناقش كيفية البحث عن الحقيقة، و يذكر ان العلماء ليسوا محصنين تجاه ضعف الطبيعة البشرية ويتشبتون بآرائهم الا ان العلم يصحح نفسه والافكار الاقوى تنتصر في النهاية.
ويقوم بشرح الطريقة العلمية لايجاد الادلة الملموسة وقيمة التجربة التي تؤكد من قوة الادلة وتثبتها، ويشرح عدة طرق اخرى مثل تكوين شبكة من الادلة المتصلة بعضا ببعض لاثبات الحقيقة بشكل متجانس وينصح باستخدامها لاثبات الحقيقة، وهذه الأداة فعالة ضد المشاعر والمعتقدات الغير منطقية. وقد عرضها في الكتاب بتفسير ظاهرة تفضيل الاطفال من الجنسين لألعاب مختلفة وفق الموروثات البيولوجية وأثبت تفضيل البنات للدمى والاولاد للأسلحة، ومثالا اخر نحو التفضيل الجنسي بين الجنسين وثم ذكر أدلة عن الاسلام وارتباطه بالعنف.
الفصل الثامن والاخير يدعو للحاجة الى العمل لأن الافكار اللاعلمية والضد المنطقية والغير ليبرالية تتغلغل ببطء بالمجتمعات الى ان تهيمن وتصبح مشكلة كبيرة لا يمكن التخلص منها بسهولة. لذلك يدعو الكاتب ان نحتاج الى الشجاعة لمواجهة هذه الافكار المتطفلة والتسلح بالتفكير النقدي والعلم، والقيام بالتعبير عن ارائنا بكل صراحة واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتأثير مهما قلّ عدد متابعينك.
وينصح ايضا بتجنب استرضاء الخصم، بل يجب تضييق الخناق عليه حتى لا تكون ضحية للصمت، وانه يجب على الطلبة ايضا التخلص من الخوف عند ابداء الرأي المخالف. ويشجع على الانخراط بالنقاش الفكري وتهيئة القوى النفسية للتقدميين، وبهذا الفصل يختتم بتجنيد البشر باتباع طريقته لمواجهة الافكار الطفيلية.
برأيي الشخصي ان الكتاب يركز على ظاهرة مثيرة للجدل ويتغافل عنها الكثير لا شعوريا لأنها تغلغلت بكل مؤسسات الدول الأوروبية ولا زال هناك مقاومة كبيرة لها بالمجتمعات الشرقية لانها في طور النمو فيمكن الاستفادة من هذه التجربة والاحاطة من انحرافاتها حيث ان مشكلة الاقليات وحرية التعبير وعدم وجود التنوع الثقافي مشاكل حقيقية ولكن يجب ان لا تنحرف مثلما ذكر الكاتب. واتفق معه ان معتنقي الحركات الاجتماعية يطالبون بأمور غير منطقية ويتم فرضها على المجتمع بحجة حقوق الأقلية وقد قرأت عن حالات خارج الكتاب وشاهدت عدة مقابلات في اليوتيوب مما يؤكد وجود هذا الانحراف وخصوصا في كندا فأعتقد الكتاب اتى في الوقت الصحيح.
ويستخدم الكاتب عدة أدلة ونظريات وطرق علمية بالكتاب واستفدت منها كثيرا و يستخدم المقارنات كثيرا Analogy ولكنها أحيانا لا أرى انها صحيحة، ويسمى بعض الظواهر بمصطلحات يحددها هو لكي يتم تعريفها لاحقا كتسويق لأفكاره.
تأثير تجربته كيهودي لبناني من الصغر واضحة خلال كتاباته وايضا تغريداته التي تجدها دائما مناهضة للمسلمين فبالرغم ان لديه نقاط سليمة واتفق معه فيها الا انه منحاز بشكل واضح لليهود وضد المسلمين.
كما ان من المقدمة تبين لي ان الكاتب لديه ثقة نفس كبيرة قد تشعر بأنه مغرور قليلا بالحديث عن نفسه وتهميش من يختلف معه واستخدام السخرية التي يجدها وسيلة جيدة لكشف الادعاءات مما اجد ان هذه الصفات قد تكون منفرة عندما يناقش شخص او يغرد بشأنه وقد يعانده الشخص حتى لو كان هو محقا.
قد يكون من الصعب على القاريء المسلم تقبل كتابه خصوصا لانتقاده الصريح للاسلام الا انه بعض مما ذكره صحيح واتفق معاه ويجب قراءة الكتاب بعقل متفتح وبدون استخدام المشاعر ثم الحكم على ادعائاته، الا ان هناك امور اختلف معه فيها مثل غلق باب الهجرة امام المسلمين لأنهم يحملون قيم لا تناسب قيم المجتمع الاوروبي وباعتقادي هذا تعميم خاطيء ومثلما يتهم الاسلام بالعنف فالتوراة ايضا مليء بها والانجيل كذلك فهل يتم غلق باب الهجرة على كل الاديان؟
اتفق معه ان الجامعات هدفها البحث العلمي واظهار الحقيقة وأن العلم متجدد دائما يصلّح نفسه الا ان طريقته بالمواجهة ستسبب مشاكل خصوصا ان الجامعات ايضا مؤسسات ربحية وقد ينعكس ذلك سلبا لو قاموا بتجاهل التنوع الثقافي وانتاج ابحاث التي قد تكون مناهضة تكشف الحقيقة. كما ان ما الذي يضمن ان الجامعات لا تنتج ابحاث غير صحيحة او يتم استغلال الباحثين مثلما تم استغلال المستشرقين بتحوير كتاباتهم لاعطاء شرعية للغرب بان يتم احتلال الوطن العربي؟
في الختام، الكتاب مفيد في بعض الجوانب ويسلط الضوء على ظاهرة عالمية لم نرى الجانب الخفي منها ولكن ايضا قد يكون بمثابة حصان طروادة لتمرير افكار ليست بصحيحة. والجدير بالذكر ان هناك مجموعة من المثقفين لهم نفس توجه الكاتب وهم الدكتور “جوردان بيترسون” الكندي و “دوغلاس موري” البريطاني مما يؤكد ان هناك من يستشعر بخطر التغيير الثقافي القائم.
شكرا لمتابعتك ولا تنسى ان تشارك هذه المقالة وتشترك بالمدونة.