هل حقَّقَ التطبيع السلام؟

في مقال سابق لي حذرت من دور الكيان الصهيوني في غرس التطبيع وخطره على العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكيفية اقناع العالم بإحلال السلام. وكيف انهم استخدموا وسائل متعددة منها منصات التواصل الاجتماعي بالتواصل باللغة العربية ودعوتهم لاحلال السلام عبر التطبيع.

ومع موجة التطبيع الخليجي ظهرت أصوات مؤيدة للتطبيع خلف حكوماتها متمثلة بمثقفين وايضا شخصيات عامة لها جمهورها بوسائل التواصل الاجتماعي تمتدح الصهاينة وان التطبيع سيرجع بالسلام والفائدة التجارية والمعرفية والثقافية للعالم العربي.

ورغم ان التطبيع ليس بجديد، الا ان هناك دول طبعت العلاقات بنوعا ما من السرية اما دول اخرى شنت حملة اعلامية لتسويق التطبيع، حيث شاهدنا العديد من مقاطع الفيديو التي يظهر فيها خليجيين يغنون بالعبرية واخرون يجلسون مع صهاينة في مطعم يتبادلون الحديث بهدف التبادل الثقافي، وهذا بالطبع اثار حفيظة العديد ممن هم يناصرون القضية الفلسطينية. وقد توجد هناك أصوات مناهضة للتطبيع الا ان ما يتم كشفه بالأعلام هي الأصوات المؤيدة فقط.

بعد حادثة حي الشيخ جراح بتهجير الفلسطينيين وسرقة بيوتهم انقلبت المعادلة اليوم اعلاميا بشكل ملحوظ بسبب التوثيق عبر الهواتف الذكية لما يحدث فعلا هناك، وايضا لسرعة انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي ايضا اصبحت مصدرا للمراسلين الاخباريين بعد ان كان العديد من القنوات الاخبارية تتحكم بالاعلام وتظهر الجانب المتحيز للكيان الصهيوني. وعلى العكس مما كان يحدث سابقا بان المجتمع الدولي يدافع عن اسرائيل بشدة ويتهم الفلسطينيين ومنظماتهم بالارهاب، نجد اليوم رفض دولي كبير لهذه الممارسات الصهيونية والوقوف مع الفلسطينيين تجاه ممارسات الكيان الصهيوني. فالعديد من الشخصيات والشعوب خرجت لتندد بهذه الجرائم الوحشية.

وسائل التواصل الاجتماعي اتجهت اتجاها مختلفا عما كانت تصبو اليه وهي انها بدأت بمسح اي رسائل او معلومات عن احداث فلسطين مما يوضح انحراف بممارسات هذه الوسائل التي تدعي انها مفتوحة للجميع وتدعم حرية التعبير. قد يبرر اصحاب هذه الوسائل بأن ما حدث بسبب ال”ألوغراتمات” وبرمجتها ولكن الايام كفيلة بكشف نواياهم.

لذلك على المطبعين ان يقيموا اليوم قرارهم، هل حقق السلام مع الصهاينة؟ هل السلام يقوم بقتل وتهجير الابرياء؟ هؤلاء من قام بهذه الدعاية للتطبيع عليهم ان يحكموا ضميرهم بناء على أحقية القضية الفلسطينية، والاحداث الاخيرة خير شاهد لكذب الصهاينة. عليهم بالتمعن جيدا بصور الضحايا الفلسطينيين والقتلى الاطفال منهم والكبار.

وفي الختام، الاستمرار بالرفض بأي طريقة ممكنة هو الحل للمقاومة اليوم، فوسائل التواصل الاجتماعي والمظاهرات وغيرها من طرق ستغير من وعي الكثير وتكشف كذب الصهاينة الذين احتلوا الاعلام وغرسوا أفكار خاطئة في عقول العالم.

الكاتب: صقر الغيلاني

متخصص في ادارة الموارد البشرية ومرشد لتطوير القيادة A professional in Human Resources and a leadership coach

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s