دي جا فو هو شعور يصيب الانسان كلما رأى موقف حالي يشعر كأنه تكرر عليه من قبل، وهناك مختصين ينسبون ما يحدث لاضطراب نفسي يصيب الانسان وفريق ثاني يرجح سببها من تأثير الأدوية التي يتناولها وفريق ثالث من ذاكرة الانسان التي تجلب ذكريات قد نساها مع مرور الزمن.
بدأت تصيبني هذه الحالة مؤخرا وبشدة الى درجة انني اعتقدت ان هناك ما أصاب قواي العقلية وراجعت نفسي محاولا ان أتذكر بعض الاحداث التي تمر علي من الحين الى الآخر. تظهر لدي هذه الحالة عندما أقرأ الجرائد اليومية واتصفح وسائل التواصل الاجتماعي وأشاهد التلفاز، حيث هناك تصريحات وأخبار أكاد أقسم انها مرت علي من قبل.
ولحسن الحظ وبوجود الانترنت ونظام الأرشيف للجرائد، بدأت أبحث عن أي خبر أشك انني مررت عليه من قبل، فوجدت أن معالجة التركيبة السكانية وحلول المشكلة الاسكانية ومشكلة البدون وشعار تمكين الشباب وغيرها من قضايا وشعارات مكررة حتى بدأ يتداولها من جيل للآخر الى درجة انني شعرت ان الزمن توقف وأصبحت أصحى الصبح لأعيش يوم أمس مثل الممثل “بيل موري” في فيلم Groundhog day.
لم يزل الشك في نفسي فقلت، لا يمكن ان تتكرر هذه المشاكل والشعارات كل سنة على كل حكومة وكل جيل من الشعب فقد تكون هناك مؤامرة ضدي أو انني فعلا اصبت باضطراب نفسي.
اتصلت على أحد الأصدقاء وقصيت عليه قصتي ومعاناتي فضحك وأكد لي انه فعلا هذه القضايا والشعارات تتكرر كل سنة وبدأ ينتقد الحكومة ويذكر المفروض واللا مفروض حتى أحسست انني فتحت جرحا لن يطيب بسرعة. بعدما سكت ليأخذ نفسا قررت ان أغير الموضوع فسألته من ستنتخب المرة القادمة؟ فأجاب ابن عمي الذي اعطيه صوتي كل مرة، فأيقنت ان المرض لم يصبني وحدي بل أصاب المجتمع بأكمله.