منذ بدء إجراءات عمل الجواز الإلكتروني والمواطنون في وضع لا يحسدون عليه. فبالرغم من وجود أنظمة معلومات حديثة وقوى عاملة مناسبة الا ان وزارة الداخلية جعلت العديد من المواطنين يعانون بسبب التخبط في تنظيم هذه العملية. مشروع كهذا يجب ان تكون له خطة واضحة مع هذا الكم من المواطنين، حيث انه ليس بمشروع مفاجئ او كارثة حصلت بين ليلة وضحاها لكي يتم الارتجال حيالها بهذه الطريقة فتسليم الجواز للمواطنين بهذه الطريقة جعل الكثير يستاء من سوء التنظيم والانتظار.
تبدأ المعاناة مع محاولة اخذ موعد من اجل اصدار الجواز الإلكتروني عبر موقع وزارة الداخلية وفرصتك للحصول على موعد معجزة لان الكثير اشتكى من عدم وجود مواعيد وأصبح الأمر كأنه بيع تذاكر لحفلة موسيقية، وقد اتجه الكثير الى استخدام الواسطة لكي لا يدخل بهذه البيروقراطية كلها لأنه بدونها «الله يعينك».
ومن المفترض انه بعد استكمال إجراءات الجواز يجب ان تقوم الوزارة بإرسال رسالة نصية لإبلاغك عن تسلمه وستكون محظوظا إذا وصلتك لأنني أعرف الكثير من المواطنين لم يتسلموها وان أطلت انتظار الرسالة قد يذهب جوازك الى الأرشيف ولا حاجة لإبلاغك طبعا أو إنك تذهب لمركز الخدمة وتجرب حظك لأنه ليست هناك طريقة أخرى للاستعلام عما اذا كان الجواز جاهزا أم لا.
تذهب لتسلم جوازك لترى المنظر المؤسف للزحام خارج مراكز الخدمة في عز الشمس نساء ورجالا ومسنين ينتظرون فتح الأبواب قبلها بنصف ساعة كي لا يفاجأوا بأن أرقام الانتظار نفدت خلال ربع ساعة وبعدها ستسمع المقولة الأكثر استخداما في الوزارات «مرنا باجر» كأن المواطن ليس لديه التزامات يومية. وان كنت محظوظا وأخذت رقما فسيكون الانتظار طويلف جدا قد يمتد الى 4 ساعات بسبب إجراءات التسليم التي تبدو بسيطة ولكن احضار الجوازات يستغرق 10 دقائق حسب عدد الجوازات المطلوبة.
يجب تحسين العملية بزيادة مراكز الخدمة والموظفين واستخدام شركات لتوصيل الجوازات للبيوت مع رسوم رمزية لإنهاء معاناة المواطنين ويجب قياس رضا المواطنين عن هذه الإجراءات عبر استبيان لتحسين الخدمات وتلافي هذه المشاكل مستقبلا لكي تدار الخدمات بعقلية إدارية وليست عسكرية.
صقر الغيلاني 