تعرضت الكثير من الأعمال الفنية لمقص الرقيب وذلك لأن بعض الأنظمة السياسية تحاول أن تحمي نفسها وتمنع ما يهددها للحفاظ على فكر معين لدى الشعب وتتأثر هذه الرقابة بالعادات والتقاليد بشكل مباشر، فعندما ينزعج الشعب من أي عمل فني ويرى أنه يمس عاداته وتقاليده مباشرة فإنه يطالب أيضا بالمنع. ورغم قرب معرض الكتاب الذي يتم فيه ابراز مبدعين كويتيين بتقديم أعمالهم الا أننا نجد أن مقص الرقيب لم يمل من القص حيث منعت أعمال كتاب كويتيين عدة من المشاركة في المعرض وشكل ذلك خيبة أمل للكتاب خصوصا عندما يرى الكاتب الكويتي كتبه لا تشارك في معرض الكتاب في الكويت ولكن تشارك في معارض أخرى. لماذا لا يزال الرقيب موجودا رغم سهولة انتشار الأعمال الفنية في فضاء الإنترنت وبدون كل هذه العوائق؟ فكم من كتاب منع اليوم وزاد انتشارا بعدها، فالرقابة أثبتت أنها وسيلة جيدة لتسويق الكتب وتحقق عكس ما تصبو اليه فلماذا الاستمرار بالرقابة؟
مقص الرقيب ما زال موجودا كأداة لتشكيل فكر المثقف والشعب بما يناسب توجهات النظام السياسي والاجتماعي، بمعنى آخر «أنا أقص اذن أنا موجود»، لذلك هناك علاقة متضادة بين الرقابة والفنون فالرقابة تحيد الفن وتطوعه لكي يتماشى مع نظام الدولة، أما الفن فهو تعبير بشري يتم بحرية ويتغذى على الإبداع الذي يكسر الحواجز ويطرح ما هو جديد وجريء فلو كان الفن تقليديا مستمرا على وتيرة واحدة لأصبح مملا وغير فعال. الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية» شعار هذه السنة ولكن الثقافة ليست شعارا فقط بل رسالة يجب أن تتحقق عبر السماح للجميع بإبراز الفنون والتشجيع على الإبداع بدون وصاية أو رقابة، والرقيب الحقيقي هو القارئ فهو يحدد ما هو مناسب أو غير مناسب بدون وصاية على الفكر.