ماذا يعني الإسلام لغير المسلمين؟ لماذا تشكلت صورة سيئة عن الإسلام؟.. ما الليبرالية؟ هل الليبرالية تعني التحرر الجنسي؟ قد نحصل على الكثير من الإجابات حول هذه الأسئلة منها الصحيح ومنها الخاطئ فلماذا تشوه هذه المفاهيم وتصبح مختلفة عما تدعو إليه؟
يتم التعرف على هذه المفاهيم من مصادر لا تمثل الإسلام، لنأخذ المثال السائد لدى الغرب بأن الإسلام دين إرهاب، الأعمال الإرهابية ووسائل الإعلام المناهضة للإسلام تترك صورة سيئة في عقل غير المسلم لا تمثل حقيقة الدين الإسلامي ولاعتمادهم على هذه المصادر السابقة بدون تبين الحقيقة والرجوع إلى المصادر الرئيسية للإسلام كالقرآن الكريم، فالبحث والقراءة سيوضحان الفرق بين تعاليم الإسلام الحقيقية والأفعال الشاذة التي يقوم بها المتطرفون ووسائل الإعلام المناهضة.
نتيجة لذلك برزت ظاهرة جديدة تسمى «إسلامفوبيا» وهي تعني الخوف من الإسلام والمسلمين نتيجة لحصر فهمهم في أن الإسلام دين إرهاب وهو في حقيقته ليس جهادا فقط بل هو دين يدعو للسلام ويرتقي بالإنسان لكي يصبح إنسانا صالحا، وهو دين يركز على تحقيق المساواة والعدالة في المجتمع.
ومن جهة أخرى، يقوم البعض بتشويه المفاهيم كحماية للهوية، مثال على ذلك بعض المسلمين يروج لليبرالية بأنها دعوة للتحرر الجنسي فيرون أن الليبرالية تفقدهم هويتهم الإسلامية وتهددها لذا يهاجمونها بشراسة عن غير دراية بما يحتويه هذا الفكر من جوانب أخرى.
ويتم ترديد هذه الشعارات بوسائل التواصل الاجتماعي وعلى المنابر حتى تصبح للمسلمين حقيقة لا مجال للشك بها.
وفي الحقيقة الليبرالية ليست انحلالا أخلاقيا بل دعوة تعايش بين أفراد المجتمع بدلا من الصراع والاقتتال، كما أنها تعطي للإنسان قيمته وتسمو به وهي تشمل جوانب عدة فهناك الليبرالية الاقتصادية والليبرالية الديموقراطية والليبرالية الاجتماعية فهي مفهوم عام لا يختزل في جانب واحد فقط.
العديد من المفاهيم تم تشويهها ومقاومتها حتى اتضحت حقيقتها بعد حين كالديموقراطية والفلسفة وغيرها حيث تمت الاستفادة منها لاحقا، ولتجنب هذه الأخطاء على الفرد تثقيف نفسه والتشكيك فيما يقال حتى يتم التأكد منه ومن ثم إيضاح الحقيقة للغير وألا يتأثر بالجماعة ويخشى الانحراف عنهم، حيث إن التفكير الجمعي يؤثر كثيرا في الفرد ويصعب عليه مخالفة قناعاتهم.