طالب مجموعة من الكويتيين بحماية الهوية الكويتية، وذلك عن طريق رفض قانون تعديل الجنسية لكي لا يحمي المزدوجين والمزورين للجنسية على حد قولهم، ومن الملاحظ انه مع تلك المطالبات انقسم الشعب الكويتي الى ما بين مؤيد ومعارض ثم تم التراشق بالكلام واستخدام مصطلحات عنصرية فالكل يحاول ان يقصي الآخر ويحصر الهوية الكويتية لنفسه.
وكما يبدو أن الإقصاء موروث اجتماعي وسياسي مشترك، فمن ناحية المجتمع يضع بعض الكويتيين في قوالب مثل إطلاق كلمة «لفو» و«أذناب ايران» لمن يعارض اتجاههم الفكري او السياسي.
ومثال آخر يتكرر كثيرا هو عندما تقوم فتاة مثلا بعمل غير مقبول في المجتمع تجد اتهامات في وسائل التواصل الاجتماعي بأنها غير كويتية ويلصقونها بجنسية أخرى كأننا ملائكة لا نخطئ وباقي الجنسيات شياطين الإنس.
ومن ناحية الحكومة فهي تقوم بإقصاء أي شخص يهدد السلطة او يعارضها عن طريق سحب الجنسية بدلا من المعاقبة في حدود القانون وضمن مؤسسات الدولة، لذا يعيش المواطنون في قلق من تجريدهم من هويتهم فيلجأون للقبيلة او الطائفة كحماية لهم من تلك الممارسات عندما تعجز الدولة عن القيام بدورها.
في عام 1995 طالب سكان مقاطعة ««الكيبك» في كندا بالانفصال عن كندا وإقامة دولة مستقلة لهم وكانوا يتحدثون اللغة الفرنسية بعكس باقي الكنديين لذا لا تجمعهم ثقافة واحدة.
ولكن البرلمان الكندي رفض طلبهم بالانفصال لاعتبارهم جزءا لا يتجزأ من كندا ولأنهم يرفضون الانقسام رغم الفوارق الثقافية بين الطرفين بعكس البعض في الكويت الذين يصنفون الشعب حسبما يريدون.
ونتساءل هنا، هل الكيبك والكنديون لهم هوية واحدة أم عدة هويات؟
عندما نرى هويتنا الكويتية فإنها تغيرت منذ نشأة الكويت حتى يومنا هذا فأصبحت هناك عدة لهجات واختفت مصطلحات من اللهجة الكويتية مثل «أنشدك عن»، وتغير شكل دشداشة الأمس عن دشداشة اليوم، ومع التغير الديموغرافي والتزاوج من ثقافات مختلفة والهجرة السابقة أصبحت هناك عدة هويات كويتية وليست هوية واحدة، «فالحضري» و«العيمي» و«القبلي» كلهم كويتيون رغم اختلافهم ولا يمكن لمن ينادي بالوحدة الوطنية ان يختزل الهوية الكويتية بشكل واحد فقط بعوائل «مؤسسة» وتهميش الباقي مسببا مشاكل عنصرية اثرها اخطر من استنزاف المزدوجين والمزورين لخيرات البلد، وعلى الحكومة الانتباه لهذه الممارسات وتطبيق قانون الوحدة الوطنية ليشعر المواطن بأنه ينتمي لبلده.