يعتبر العمل جزءا أساسيا من شخصية الإنسان، وفي العادة عندما تلتقي بشخص وتتعرف عليه غالبا ما ستسأله عن نوع عمله لأن الإنسان يقضي ثلث يومه تقريبا في العمل يتفاعل فيه مع العديد من الناس سواء كانوا زملاء أو مراجعين. ومن العوامل التي تؤثر كثيرا في إنتاجية الموظف هي بيئة العمل لذلك يعتبر البعض أن العمل «بيته الثاني»، ونقصد ببيئة العمل كل ما يحيط بالموظف من أشياء ملموسة مثل المكتب والمرافق وغيرها وأشياء غير ملموسة مثل الإضاءة والضوضاء وغيرها.
ولنبين أهمية بيئة العمل، قامت بعض الشركات الكبرى مثل ««غوغل» بتغيير شكل بيئة العمل للموظفين حيث بدلا من المكاتب التقليدية والحائط الأبيض استبدلوا ذلك بصالات شاسعة ووضعوا بها قطع أثاث عديدة لأغراض مختلفة سواء للعمل أو للاسترخاء وحتى ألوان الحائط تم الاهتمام بها لكي تؤثر على نفسية الموظف بشكل إيجابي فلم يتركوا أدق التفاصيل لكي يحفزوا الموظفين على التفكير خارج بيئة العمل التقليدية. وتم تصميم بيئة العمل أيضا لتشجع التواصل بين الموظفين حيث وجدوا أن أثناء التواصل يتم التنفيس عن ضغوط العمل ويعود الموظف لعمله بنشاط أكبر وأيضا تخرج أفكار جديدة بسبب تبادل أفكار من موظفين أصحاب خبرات وتخصصات مختلفة.
قد يفكر البعض ان هذه الأمور توجد فقط في الشركات الكبرى مثل «غوغل» وغيرها لأنها تحتاج هذه الأمور، خصوصا أنها شركات ربحية ولكن مؤخرا قامت شركة «أدنوك» وهي شركة البترول الإماراتية بالمثل لتحقيق إنتاجية أفضل من موظفيها، حيث هذه الشركات تضع الموظف كأولوية في الشركة لأنه عنصر فعال فيها إما أن يحقق ربحا أو خسارة.
على النقيض من ذلك، للأسف في الكويت بعض الوزارات توفر للموظف بيئة عمل سيئة، فما ان تدخل غالبية المؤسسات الحكومية حتى ترى مكاتب قديمة وكراسي لا تصلح للجلوس عليها، حوائط متقشرة ولم يعد لديها لون واضح، وبعض الإدارات تعمل في «شبرات» مثل إدارة التراخيص الطبية التابعة لوزارة الصحة فكيف نتوقع من الموظف أن ينتج ويعمل في مثل هذه البيئة؟ من يصدق أن وزارات بها ميزانيات بملايين الدنانير عاجزة عن توفير بيئة عمل مناسبة بها مبان نظيفة تصلح للموظف وللمراجع أيضا. يجب ألا يتم إهمال بيئة عمل الموظفين بهذا الشكل، ويجب على الوزارات توفير بيئة عمل مناسبة للموظف وهذا من حقه، فبيئة العمل إما أن تزيد من إنتاجية الموظف وبالتالي يتحسن أداء الوزارة أو العكس.