ن الصعب الكتابة عن الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا نظرا لإسهاماته الفنية ومكانته في القلوب خصوصا بعد وفاته، حيث أشعر بأننا فقدنا جزءا من تاريخ الكويت، فعندما تتحدث لأحد الأشقاء الخليجيين أوالعرب عن دولتنا يتبادر الى ذهنهم ما تتميز به الكويت مثل الأبراج، سور الكويت، وبالتأكيد الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا.
لم يكن بوعدنان مجرد فنان بل صاحب عدة أدوار، فحمل رسالة فنية منذ الستينيات بدأت بإنشاء فرق المسارح في الكويت، وتناول أوضاع الكويت السياسية وأزماتها خالطا الفكاهة مع المضمون القيم وناقش مشاكل اجتماعية كويتية بعيدا عن الابتذال وبطرح راق.
كما ساهم في إبراز الكثير من ممثلي اليوم ووجههم إلى ان اصبحوا نجوما لامعين ودعم الفنون من مسرح وغيره فتجاوز دور الفنان الى ان أصبح أبا للجميع. ولم تقتصر إسهاماته في الكويت فقط بل انتقلت الى دول الخليج كلها لكي يساهم في الفن الخليجي.
ورغم انه تعرض كثيرا الى مواجهات مع الرقابة وبعض المتشددين بمنع مسرحياته وامتدت يد الإرهاب بمحاولة اغتياله وحرق مركز الفنون في السالمية إلا ان ذلك لم يثنه عن حمل رسالته وبقي وفيا للفن طوال فترة حياته.
أسدل الستار ولكننا لم نصفق ونترك المسرح بل قمنا من الكراسي مطالبين بألا ينتهي العرض، وأي عرض أجمل من أعمال عبدالحسين؟ سنعلم أبناءنا درسا خصوصيا في الفرق بين «بيض الخفقع وفرخ الخعنفق»، وسنغني اه يا درب الزلق، ونرقص بسيف العرب، ورغم ان الأقدار مكتوبة سنكرر ونكرر أعمالك لأن العرض لم ينته ولن ينتهي.