الدراجة النارية وسيلة للتنقل مثلها مثل السيارة ولكن تلتصق بها نظرة سيئة في المجتمع بأنها هواية الشباب الطائش الذي لا يحترم قوانين المرور ويسبب إزعاجا للآخرين، كما انه يعامل رجال الشرطة قائدي الدراجات النارية بطريقة غير منصفة لذلك هناك أمور يجب توضيحها لفهم هذه العلاقة المشوشة.
انتشرت هواية الدراجات النارية في الآونة الأخيرة بكثرة ولم تصبح مقصورة على الشباب فقط بل شملت مختلف الأعمار والأجناس، فستجد الطبيب والسكرتير والطالب وغيرهم يتشاركون في ممارسة هذه الهواية الممتعة، لذا يجب ألا ينظر لهؤلاء عند قيادتهم للدراجة متخفين تحت الخوذة ومعطف الحماية بأنهم طائشون بل أشخاص محترمون لهم الحق في ممارسة هوايتهم مثلها مثل أي هواية أخرى.
كما انه لم تقتصر هذه الهواية على الرجال بل بدأت النساء في ممارستها لما فيها من متعة والتنفيس عن ضغوطات الحياة.
عند قيادة الدراجة النارية في الشارع يواجه قائدها تحديات عديدة، مثل عدم رؤية الشارع بوضوح بسبب الخوذة وصعوبة التحكم بالدراجة عند السرعات البطيئة جدا كونها تتأرجح محاولة أن توازن نفسها وأيضا سرعة سقوط الدراجة عند أبسط صدمة من السيارة أثناء عدم الانتباه أو حتى من جراء الشوارع المتكسرة التي تشكل أخطارا تحوم حول قائد الدراجة.
ورغم هذه الأخطار، يأتي بعض قائدي السيارات ولا يحترم الدراجات النارية وبدلا من الإفساح لهم يلتصقون بهم ويضايقونهم معرضين حياتهم للخطر، والبعض الآخر ينشغل بهاتفه ولا ينتبه للشارع وقد يصطدم بهم وكما تعلمون سقوط قائد الدراجة منها يسبب إصابات بالغة وقد تؤدي إلى الوفاة.
وقد يسير قائد الدراجة بين حارات السيارات لصغر الدراجة ووجود مساحة كافية للعبور وهذا متعارف عليه عالميا ويخفف من الزحام بدلا من أخذ حارة كاملة مثل السيارة العادية ويقوم البعض بدلا من إفساح الطريق لهم بمضايقتهم في الطريق ويجعلهم بين حرارة محركات السيارات.
بالنسبة للشرطة فهي لا تعامل قائدي الدرجات بمثل قائدي السيارات عند المخالفات المرورية، حيث يتم تحرير مخالفة مرورية لقائد السيارة عند مخالفته لقواعد المرور، ولكن لا يتم العمل بالمثل للدراجة النارية بل يتم سحبها على أتفه الأسباب. الأمر الذي يدعو للغرابة فلماذا المعاملة غير العادلة؟! لماذا لا يتم تحرير المخالفة المرورية على لوحة الدراجة أسوة بالسيارة؟! وأعرف الكثير من الأشخاص عندما ذهبوا ليتسلموا دراجاتهم النارية من وزارة الداخلية يجدوا عدم الاهتمام بتخزين الدراجة فعادة تكون بها خدوش أو تكسير من جراء نقل الدراجة بشكل غير محترف وهذا يدل على الإهمال وهو غير مقبول.
كما يضع غالبية أصحاب الدراجات النارية عادما ذا صوت مرتفع نسبيا لكي يتم تنبيه سائقي السيارات بوجود الدراجة بجانبهم حيث أكثر حوادث الدراجات تكون بسبب انعطاف السيارة بشكل مفاجئ وعدم رؤية الدراجة لصغر حجمها فيعتبر صوت العادم المرتفع نوعا من التنبيه رغم ان بعض قائدي الدراجات يبالغون في وضع عادم صوته مزعج للغاية، لذا يقوم أفراد الشرطة بمخالفة الدراجة بسحبها مباشرة بحجة أن صوت العادم مرتفع جدا ويسبب الإزعاج ويتم ذلك حسب تقدير الشرطي المخالف حيث لا توجد معايير لمستوى الصوت وهذا يعني ان ما يقدره شرطي كصوت عال قد يقدره شرطي آخر بأنه مقبول، لذا يصبح الأمر حسب المزاج. من المفترض أن يتم تحديد نسبة الضوضاء المقبولة التي يسببها العادم، كما يفضل استخدام جهاز يحدد مستوى الضوضاء المطلوبة بدلا من الانتقائية عند المخالفات المرورية.
الدراجة النارية وسيلة تنقل ممتازة للتغلب على الزحام وهي أيضا هواية الكثير من الرجال والنساء، لذا يجب أن تتغير نظرة المجتمع والشرطة لقائدي الدراجة النارية، حيث إن لهم حقوقا وواجبات، وعلى قائدي السيارات أن ينتبهوا اثناء القيادة ويتذكروا أن قائدي الدراجات النارية أرواح في النهاية ولديهم أسر وأطفال ينتظرونهم.