ما الذي يدعو بعض الظواهر أو المنتجات تنتشر بسرعة وتصبح “هبَّة” كما نسميها بالعامية الكويتية؟ الكاتب الكندي مالكوم جلادويل يناقش ظاهرة التحول في كتابه عبر دراسة انتشار الوباء حيث يكون سريعا ومفاجيء. وقد استخدم أمثلة وقصص كثيرة مثل انتشار أحذية Hush Puppies و نجاح البرنامج الشهير The Sesame Street ليكشف لنا ٣ قوانين تسبب التحول وهي:
القانون الأول: قانون الأقلية وينص على أن هناك ٣ أنواع من البشر الذين يساهمون بالتغيير ورغم انهم اقلية يرى الكاتب بأن ٨٠٪ من التغيير يأتي من ٢٠٪ من البشر وهم
المتصلون: هؤلاء اشخاص لهم معارف كثيرة وليس اي معارف فقط بل المعارف الصحيحة التي تساهم بنشر الخبر.
اصحاب المعلومات: وهم الذي يتابعون الكثير من الأمور ولديهم معرفة شاملة، بالمصري بتاع كله ، ويحبون مساعدة الغير. لذلك هم يساهمون بنشر الخبر ضمن الوسائل الصحيحة.
الباعة: وهم الذين لديهم وسيلة اقناع قوية لكي تتبنى افكارهم او تشتري منتجهم فلديهم قدرة على بيع منتجات لا تحتاجها ولكن سيقنعونك بشرائها.
القانون الثاني: عامل اللصق وهو كيفية ابراز الشيء يسبب نقطة التحول وضرب مثالا عن مكان وضع الكلمة للاطفال في برنامج Sesame Street حيث كانت الكلمات وراء الشخصية وليس منفصلة عنها مما جذب الاطفال وجعلهم يتذكرون الكلمة لارتباطها بالشخصية. ويركز ايضا الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة الذي تؤدي الى التحول والنجاح. فكيفية توصيل رسالتك يؤثر على سرعة انتشارها. فمثلا منتجين بنفس الجودة قد يتغلب احدهما على الاخر بسبب تغليف العلبة.
القانون الثالث: قوه البيئة ويركز على الأمور المحيطة التي تبرز وتقوي الرسالة أو المنتج واستخدم مثال الجرائم في نيويورك في التسعينات عندما هبطت الجرائم فجأة ويفسر الكاتب ذلك بتصليح اي نافذة مكسورة وعدم اهمالها كما كانوا عليه في السابق مما يوحي للصوص بأن هذا الحي آمن ولا توجد به جرائم. لذلك التعديل في البيئة يؤثر على السلوك وقد حصل ذلك دون زيادة في قوة الشرطة او التغليظ في العقوبة.
يركز الكاتب على الأمور الصغيرة التي تنتج ظواهر كبيرة لذلك ماذا نتعلم من هذا كله؟ ان نقدر ابسط الاعمال فنحن لا نعلم ما قد تكون نتيجتها لاحقا. فليس بالضرورة ان يكون التغيير بطيء وتدريجي بل قد يكون كبيرا ومفاجيء فمن يتخيل ان الربيع العربي بسبب شخص اشعل النار في نفسه؟