مُنع “البوركيني” ،المايوه الاسلامي، في فرنسا مؤخرا وقد أشعل جدالا بين مؤيد ومعارض لهذا القانون واعرب المسلمون عن غضبهم خصوصا بعد تصويرامرأة تخلع البوركيني بأمر من الشرطة عفي أحدى الشواطيء الفرنسية مما أثار حفيظة المسلمين وغير المسلمين خصوصا النساء منهم. ولكن لماذا تسلك فرنسا هذا السلوك رغم انها دولة علمانية تحترم الحريات؟ هل منع البوركيني أول قانون ضد المظاهر الدينية؟
لقد تم منع الحجاب في المدارس من قبل وقد كان المبرر بغية حماية المدرسة الحكومية من التعبير عن الهوية والطائفة وكان المنع يشمل اللباس اليهودي والمسيحي ايضا. ولكي نفهم مبررات الحكومة الفرنسية علينا ان نفهم كيف تكونت علمانية فرنسا؟
علمانية فرنسا أتت كثورة للتخلص من سطوة الكنيسة، ففرنسا عانت الأمرين في فترات سابقة مما ادت الى مناهضة الدين بشراسة وعدم اعطاء فرصة للدين كي يسيطر ويعودون الى عصور الظلام مرة أخرى. ولكن هل تتشابهة العلمانية حول العالم؟ وماذا عن الدول العلمانية الاخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية حول تعاملها مع المظاهر الدينية؟ لم تكن علمانية الولايات المتحدة قد نشأت مناهضة للدين بل نشأتها اخرى تمتاز بالتسامح مع جميع الأديان. لذلك لا يمكن ان نتصور ان هناك شكل واحد للعلمانية وهي العلمانية الليبرالية المتسامحة فهناك ايضا علمانية متطرفة وخير مثال ما قام به الحزب النازي من جرائم ابان الحرب العالمية الثانية.
ما ذكرته ليس مبررا لفعل الحكومة الفرنسية بل هو لتوضيح الأمور ومن الأمور الغريبة أن يتم مهاجمة فرنسا بأنها ضد حرية المسلمات بارتداء ما يريدون من ملابس للسباحة وبنفس الوقت هناك انظمة تمنع المرأة ليس فقط بارتداء ما تريد من ملابس للسباحة بل حتى منعها بالسباحة في البحر ناهيك عن الدول التي تفرض الحجاب على النساء. فهل نتعلم شيئا من هذا التناقض؟ هل نحترم نحن الحريات اصلا لكي ننتقدها ببلاد الغرب؟
لمن يريد ان يعرف عن النظام العلماني الفرنسي عليه متابعه هذا الرابط
صقر الغيلاني 