أزمة لعبة بوكيمون جو بين ثلاثي البلاء

لعبة بوكيمون جو التي يفترض أن تكون ترفيهية وتجعل الشخص يتحرك من مكان لآخر لاصطياد شخصيات الوحوش مستخدمة الكاميرا وتحديد المواقع الجغرافية  لم تسلم من ما أسميه ثلاثي البلاء وهم التحريم والتأمر الغربي و السلطة المجتمعية.

لنبدأ بالتحريم الذي له تاريخ عريق لدي المسلمين فببساطة يجب ان يمر كل ماهو جديد تحت مجهر شيخ الدين لكي يتم تعليق علامة  حلال أو حرام حتى يتسنى لنا استخدامه وفق الضوابط الشرعية. وأحد أشهر أمثلة التحريم في التاريخ هو تحريم القهوة في العهد العثماني و تحريم الطباعة الذي أخر تطور المسلمين لسنوات وثم في العصر الحديث والستلايت الذي حاربوه حتى أصبحوا هم أكثر نجومه وطبعا لم يسلم بوكيمون، فتم الادعاء بأنه يحمل عبارات تكفيرية ولا أعلم اذا كانت لغة البوكيون هي لغة حقيقية أم لا؟! ومؤخرا تعتبر اللعبة كالمسكر! تكمن المشكلة بأن في السابق الشيوخ لايحتكون بالعالم الاخارجي كباقي البشر لذلك هو يرى كل شيء غريب بالنسبة له وتم احتكاكهم مؤخرا مع باقي البشر بعد غزوهم للفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي ورغم هذا نجد فتاوي غريبة.

ننتقل الى نظرية المؤامرة التي ابتلينا بها منذ سقوط الدولة العثمانية و تقسيم فرنسا وبريطانيا للعالم العربي فبدأ الانسان العربي يرى بأنه متأمر عليه بكل شيء من اليهود وأذكر بالتسعينات عندما انتشرت الفضائيات وانفتح العالم ظهرت  قنوات اباحية تستهدف جميع من يريد استخدامها وطبعا هدفها ربحي فتم وضعها بزاوية ضيقة لكي يتم اتهامها بانها لتخريب الشباب العربي من قبل اليهود! كأن اليهودي لن يرى هذه القنوات ويشترك بها.  لعبة بوكيمون جو أعتبروها لعبة تجسسية تستهدف بيوتنا وحياتنا وتصور اماكن عسكرية حساسة في الدولة وغيرها من وتحليل من عامة الشعب وايضا من مختصين متناسين بأن التصوير أصبح جزء من السلوك اليومي للانساني فهو يصور ويوثق كل شيء من أكل وأماكن و أحداث فلم يتغير سلوك الانسان من هذه اللعبة. فالسؤال هنا شركة ننتندو شركة ألعاب عريقة ولم يكن لها يوما أي نشاط استخباراتي أو شيء من هذا القبيل فكيف لجهات رسمية بالدولة تحذر من هذه اللعبة من دون أن تستند على دليل واحد أو حتى وجود سابقة لبرنامج ثبت عليه التجسس؟. علينا أن نستوعب أن ننتندو شركة كباقي الشركات تهمها الربحية فقط فمثلما تم اتهام فيسبوك وغيره من المواقع والبرامج  بانهم مواقع استخبارية لم نجد دليلا واحدا الى هذا اليوم بأنهم مثلما أدعوا.

أما السلطة المجتمعية فهي سلطة أيضا لا تستوعب ماهو جديد وتخاف منه فاتذكر ايضا عندما تم نشر رسائل عن مضار الهاتف وإمكانية الاصابة بالسرطان منه والانشغال بألعاب الفيديو الذي يسبب بانعزال المراهق عن العالم وتسبب له البلادة وتخلف بالعقل وغيرها من أكاذيب، خصوصا انني واحد من الاشخاص الذي كنت ألعب بهذه الألعاب بإستمرار ولم يحصل لي شيء من هذه الادعاءات. فالسلطة المجتمعية اليوم لا تكف عن التحذير من مضار لعبة “بوكيمون جو” من إمكانية حدوث حوادث للسيارات عند البحث عن بوكيمون وكأن لم يعد رؤية الهاتف أثناء القيادة تصرف شائع الآن أو انشغال الأطفال المساكين باللعبة وضياع وقتهم وهم بالأصل يتركهم والديهم طوال اليوم مع جهاز الأيباد للتخلص من إزعاجهم.

علينا أن لا نقابل التكنولوجيا بسيل من السلبيات ولا نرى كيف نستخدمها بإيجابية وأن نفصل بين السلوك الخاطيء والتكنولوجيا السيئة. ببساطة لندع البشر يستمتعون بها ولا نفرض رأينا على من يخالفنا.

الكاتب: صقر الغيلاني

متخصص في ادارة الموارد البشرية ومرشد لتطوير القيادة A professional in Human Resources and a leadership coach

أضف تعليق