سيأتي اليوم الذي تنظر فيه الى المرآة لتفاجأة انك كبرت ولم تصبح شابا يافعا كما كنت وتبدأ بطرح اسئلة تعلم اجابتها كلها اين شبابي؟ ماذا فعلت وانا صغير؟ هل حققت ما أريد؟ اسئلة لا تنتهي سريعة جدا تكاد ان تصيبك بدوار وغثيان. تتذكر كبف كنت متخيل ان تكون حياتك وكيف انتهت الى حياة اخرى لم تتوقعها. تتذكر عندما كنت تذهب الى السوق المركزي “الجمعية” مع اصدقائك ولا يشغل بالك الا كيف ان تسمتع بيومك كنت تعيش اللحظة يوما بيوم ولكن اليوم يشغل بالك ما سيحدث في الغد كيف سيكبر اولادك وكيف ستصبح حياتك بعد ان تخور قواك شيئا فشيئا ويصبح القلق قرينك وبنفس الوقت تنظر لماضيك لكي تهدأ وتجلب البسمة لوجهك. تتذكر كيف كانت حياتك ملك لك وحدك. يحاول والديك ان يجعلوك ترى الحياة بأعينهم ولكن ترفض وتعاند الى ان يصبح لديك عائلة و ترى العالم كما هو بدون احلامك وآمالك. تتسارع التساؤلات الى ان تظهر اغنيتك المفضلة منذ الصغر فتغمض عينيك محاولا ان ترجع بالزمن الى تلك اللحظة. تعلم ان لاشيء حقيقي الآن ولكن المهم ان تعيش اللحظة. ان تعيش اللحظة.
صقر الغيلاني 